الشاعرة ميراي عبدالله شحادة : الشاعر لا يمتلك قيودا
هي أمرأة تجمع المجد من جميع أطرافه علم وثقافة وهي المهندسة المتحصصة بالهندسة الميكانيكية وهي الشاعرة المبدعة التي تطير بخيالها الى عالمها الخاص المليئ بالأبداع والشغف والجمال وهي المرأة الشفافة التي تحاكيك بقلبها وروحها قبل عقلها وهي الأم المتفانية في سبيل أعلاء شأن أولادها وهي الزوجة المخلصة لزوجها هي الشاعرة ميراي عبدالله شحاده نموذج يحتذى به في الشعر وروائع الكلام تقرأه في مؤلفاتها أكتشفت موهبتها في سن باكر ولا عجب فهي نشأت في منزل يحمل الطابع الشعري وخاصة انه يضم والدها الشاعر عبدالله شحادة المعروف بـ"شاعر الكورة الخضراء" .
واضافت ميراي في حديثها خلال مقابلة خاصة لبرايفت ماغازين : "كان والدي يستضيف الكثير من الشعراء وهذا ما اثر بي ودفعني للانخراط في هذا المجال. وكما نعلم فهي جينات "روحية" وراثية موجودة في العائلة".
ولفتت الى ان والدها لم يكن من المشجعين لها في صغرها وقالت: "كانت نصيحة والدي لي بأن اتخصص في مجالات علمية لتأمين وظيفة مستقبلية تضمن العيش الكريم لي ، وقد عملت بنصيحته" وأصبحت مهندسة
وقارنت في حديثها عن تصنيف الشاعر ومكانته ونظرة المجتمع له في لبنان والبلدان العالمية، ففي لبنان ينظرون اليه باستخفاف بينما في الدول الأخرى فيقدرون الشاعر ويعتبرون الشعر مهنة قيّمة ويتم تحفيز الشعراء لتقديم محتوى افضل".
ووصفت موهبة الشعر بانها "نبع سينفجر" لذلك حرصت على كتاباتها الخاصة، وبعد وفاة والدها قررت ان تجمع ارثه الشعري أي المجموعة الشعرية الكاملة للشاعرعبدالله شحادة. وأكّدت ان هذا العمل استغرق معها وقتا طويلا بحدود أكثر من خمس سنوات حيث استطاعت ان تثبت ان بالكلمة "يحيا الانسان" وليس بالخبز وحده.
وركزّت في مقابلتها على أن الكلمة تترك بصمة عميقة فهي تعني الروحانية والسمو.
هل تعتبر مقولة "الشاعر يشارك الله في الخلق" كفر؟
ردّت ميراي على هذا السؤال قائلة: "ابداً، نحن خلقنا على صورته ومثاله، وربنا اوجد الطبيعة وجميع الابتكارات كي نتعلم منها ونشارك الله الخلق ونبتعد عن الجمود.
وتابعت: "الشاعر يمتلك تأملات ما وراء الوجود، فان طاقة الخيال تسمح للشاعر بان يذهب الى ابعاد تعتبر مساحة للهروب من الواقع، وانا اهرب للخيال لرسم المجتمع الذي اريده ورسم احلامي ولكن طبعأ مع وجود توازن للعودة الى الحالة الواقعية".
وشدّدت على ان الشاعر يجب ان يمتلك مفتاح الخروج الى اللاوجود والعودة الى الوجود.
وعن نوع الشعر الذي تكتبه؟
أنا اكتب الشعر الحديث والشعر التفعيلي ولا استخدم بحور الشعر،
ولكن على الشاعر أن يتسلح بالثقافة ويتقن كافة أنواع البحور ولو على سبيل التجربة ومن غير الممكن أن يطلق على نفسه لقب شاعر دون المرور بهذه الآخيرة
وأذا كان الشاعر يريد الذهاب بتيار الحداثة فهذا لا يعني أنه يستطيع أنكار الشعر القديم وعليه أن يمر خلال تجربته الشعرية بالبحور لا محال أي لا يستطيع الأنتقال من مكان الى آخر دون المرور بالتاريخ الشعري
كما أن الشاعر لا يمتلك قيودا للتعبير وعلى الشاعر ان يبتعد عن التكرار وانا لا اريد ان اكرر ذاتي لذلك ادعي الى التجدد الدائم ".
وعن عدد مؤلفاتها اشارت الى انها تمتلك كتابي شعر، كتاب "يوم قررت ان اطير" 2017 ويتناول قصائد وجدانية تعود لميراي بعمر المراهقة، وكتاب "بوهمية" أي الرحالّة ويدور حول التخلص من الماضي والتجدد بالإضافة الى كتاب أبحاث.
وتعتبر من اهم إنجازاتها فهو جمع ارث والدها من خلال 6 مجلدات وفتح منتدى شعري باسمه والذي يضم حتى اليوم اكثر من 140 مؤلَّفا للكثير من الادباء والشعراء.
وعن تأثير حياة الشاعر على الحب والزواج، أجابت :"أن زوجة الشاعر تُظلم كون الشاعر يذهب الى اقصى حريته في خطاباته وشعره وكلماته وخاصة انه يبحث دائما عن الكمال للصورة الجمالية، لذلك فهو ليس ثابت في الحب، يمكنه ان يؤسس عائلة ولكن حياته الخيالية غير مضبوطة ولا محدودة لذلك لا يمكن ان يخضع لأي قيود او انضباط".
وعن الوقت الذي يفضله الشاعر للكتابة، لفتت الى ان الليل والسهر هو الوقت المحبب لدى الشاعر اما عن لحظات كتابته للشعر للترويح عن ذاته فبعد المرور بالكثير من التكدسات والجروحات. هي تلجأ للكتابة في وقت حزنها بشكل أكبر واكثر من وقت فرحها.
وختمت حديثها عن المقاومة الثقافية، فيجب دائما تقديم الحكم والفلسفة التي تبني ثقافات واجيال مستقبلية، كما يجب على الشاعر ان يتقبل الآراء السلبية والايجابية ولا يدعها تؤثر على انتاجاته الفكرية والشعرية.