Skip to main content
x

مسيحيو كردستان العراق.. خلية نحل تحضيرا لزيارة البابا

ستكون أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، محطة محورية في برنامج زيارة قداسة بابا الفاتيكان فرانسيس للعراق، المقررة يوم الجمعة القادم، نظرا لما يتمتع به الإقليم من تجربة مضيئة في صون التعايش، والتعدد الاثني والتسامح الديني، حيث يتمتع المسيحيون فيه بالأمن والأمان وبحقوقهم السياسية والثقافية والدينية.

 

ويترقب الأكراد بمختلف مكوناتهم بحماسة وحرارة الزيارة، لما تنطوي عليه من أهمية وتقدير لدور ومكانة إقليم كردستان العراق في المنطقة عموما، لكن مسيحيي كردستان على اختلاف تلاوينهم، هم ربما الأكثر ترقبا بطبيعة الحال، نظرا للمكانة الروحية والدينية السامية التي يتمتع بها البابا لدى أتباع الديانة المسيحية.

حيث تنهمك أربيل عامة، وكنائسها وحواريها المسيحية خاصة، في الإعداد والتجهيز لاستقبال البابا، الذي تعد زيارته هذه للعراق والإقليم، أول زيارة بابوية خارج الفاتيكان، منذ تفشي وباء كورونا المستجد، فضلا عن كونها أول زيارة لحبر أعظم لبلد ما، لا تقتصر على عاصمة ذاك البلد، أو على منطقة واحدة منه، بل ستشمل الزيارة عدة محافظات ومناطق عراقية، ما يعكس حرص البابا والفاتيكان على شمولية الزيارة، بما يتسق مع حجم التنوع الديني والمذهبي والقومي العراقي، وبما يليق بالعمق الحضاري والتاريخي لبلاد الرافدين.

حاور موقع "سكاي نيوز عربية" ستيفان شاني مسؤول الإعلام في الكنيسة الكلدانية في أربيل، للتعرف عن كثب على برنامج زيارة البابا لأربيل، والقداس البابوي الذي سينظم في ستاد فرانسوا حريري، والذي يعد المناسبة الأكبر التي سينظمها البابا خلال زيارته العراقية، حيث يقول: "زيارة البابا للعراق وإقليم كردستان العراق تحمل رسالة السلام والمحبة لجميع العراقيين، ونحن كمسيحيين خاصة، ومنذ عقود طوال من زمن آبائنا وأجدادنا، نترقب هذه الزيارة بلهفة، حتى أننا محظوظون لتشرفنا في استقبال البابا، ومعايشة توقيت وزمن زيارته، وأن نسهم في التهيئة لهذا الحدث التاريخي".

ويضيف: "أربيل من أهم محطات هذه الزيارة وجدول برامجها، بوجود وإشراف الأساقفة ورئيسهم، سيادة المطران مار بشار متي وردة والكهنة".

وبخصوص القداس الكبير الذي سينظم في أربيل يقول: "هناك 300 شاب وشابة متطوعون، لتحضير وتنظيم القداس الكبير في ملعب فرانسوا حريري الأحد القادم، حيث التسجيل للحضور كثيف، ورغم أن الملعب يتسع لعدد أكبر، لكن بسبب إجراءات واعتبارات التباعد الاجتماعي، والصحة العامة مع تفشي الوباء، وحرصا منا على سلامة الناس، سيقتصر العدد على 10 آلاف مشارك في القداس، وسيتابع بقية الناس القداس، عبر البث الحي في مختلف وسائل الإعلام الكردية والعراقية والعالمية".

ويتابع: "وفي سياق تحضيراتنا المكثفة، يتم تدريب أكثر من 100 شاب وشابة، وبشكل متواصل لتقديم الكورال التابع لأبرشية أربيل، بقيادة الأب نشوان يونان، والذي سيرتل ويرنم في القداس البابوي".

ويستطرد :"فضلا عن التعاون والتنسيق اللوجستي المتواصل بيننا، وبين الجهات المختصة في بروتوكولي رئاسة الإقليم وحكومته، والتي تعكف ليل نهار على الاعداد اللائق، وتهيئة الأرضية لإنجاح الزيارة التاريخية، بما يليق بضيف كردستان العراق وأربيل الكبير، وبما يعكس جهوزية الإقليم واستعداده لهكذا حدث مهم، وبما يتماشى مع معايير البروتوكول البابوي العريقة والخاصة الناظمة للزيارات البابوية الخارجية، ونحن واثقون تماما، أن مراسيم استقبال البابا في كردستان العراق، بروتوكوليا وتنظيميا، وزيارته عامة، لن تكون بأقل من سوية نظيراتها في أي دولة أخرى قد زارها البابا قبلا".

ويضيف: "نتأمل كل خير من هذه الزيارة، لأن البابا يحمل رسالة السلام، ويمثل قيم المسيحية في المحبة والأخوة، فهو ليس رجل سياسة، بل ناشر تسامح وتآخي وتسامي، ونطمح أن تسهم زيارته في احلال السلام في العراق، الذي يعاني منذ عقود من الحروب والأزمات الخانقة، وأن تشكل بادرة وانطلاقة لعراق جديد، عراق سالم معافى بكافة مكوناته".

ويختم شاني بالقول: "سيظهر قداس أربيل بحضور قداسة البابا، حقيقة التعايش السلمي والتسامح الديني، هنا في كردستان العراق ساطعة للعالم أجمع".