لماذا تبدين نحيفة بالأسود؟
بالنظر لواحدة من النظريات البحثية التي خلص إليها الطبيب وعالم الفيزياء الألماني، هرمان فون هلمهولتز، والتي سردها في كتاب بعنوان "دليل البصريات الفزيولوجية" عام 1867، نجد أنه ركّز على تقديم إيضاحات وتفسيرات للدور الذي تلعبه علوم الفيزياء، وظائف الأعضاء والنفس فيما نراه بأعيننا، وقد خلص للعديد من الأوهام البصرية التي توضّح بالضبط الطريقة التي يحدث بها هذا كله باستخدام أعيننا.
وهي النظرية التي تفسّر بالضبط تلك الظاهرة التي تقف وراء سر إطلالتك بصورة أكثر نحافةً عند ارتدائك بنطلونًا أسود اللون مقارنة بما يحدث عند ارتداء اللون أبيض. ولم يكن هرمان أول من يلاحظ ذلك الوهم البصري، فقد سبقه في ذلك عالم الفلك، غاليليو غاليلي، في القرن الـ 16، حين لاحظ أن بعض الكواكب تبدو أكبر في الحجم حين تُرَى بالعين المجردة مقارنة بحجمها الأصغر عند رؤيتها بواسطة تلسكوب.
وأدرك غاليليو وقتها أن هناك شيئًا غريبًا لابد أنه أثّر على رؤيته، وسبَّب له ذلك الوهم البصري، لكنه لم يتيقن وقتها من هذا الشيء على وجه التحديد. لكن لحسن الحظ، لم يتوقّف العلماء عن بحث ذلك الموضوع، واكتشفوا السرّ بالفعل في عام 2014، حيث توصّلوا عبر دراسة أجروها في كلية البصريات التابعة لجامعة ولاية نيويورك إلى أن النظام المرئي لدينا يعمل عبر قناتين رئيسيتين: خلايا عصبية نشطة وحسّاسة للأشياء المضيئة، وخلايا عصبية خاملة وحساسة للأشياء المظلمة.
وحين يتعلّق الأمر بالخلايا العصبية الخاملة، وجد الباحثون أنها استجابت بشكل متوقّع للأشكال المظلمة على خلفية مضيئة أو فاتحة، وأنه كلما زاد التباين بين الاثنين، زاد نشاط هذه الخلايا العصبية. فيما تبيّن أن الخلايا العصبية النشطة تصرّفت بشكل غريب، فحتى في ظل وجود نفس درجة التباين، اتّضح أن الأشياء المضيئة على خلفية داكنة تسبّبت في إثارة درجة استجابة أكبر في هذه الخلايا العصبية.
وخلص الباحثون إلى نتيجة مهمة وهي أنه إذا أرادت المرأة أن تبدو أنحف وأصغر في الحجم، فعليها ارتداء ملابس ذات درجات لونية داكنة، والابتعاد عن درجات الأبيض والباستيل.
المصدر: فوشيا